الحروب الدينية التي تبحث عنها السعودية ودواعشها .. “كفار” عنوان للحرب الخارجية مع السعودية وحلفائها الاجانب و”منافقين” عنوان للحروب الداخلية بين اليمنيين
19 أغسطس، 2016
374 19 دقائق
يمنات
محمد محمد المقالح
على خلاف بعض المواقع المحسوبة على انصار الله كانت قناة المسيرة قد نجت حتى وقت قريب من إطلاق أوصاف دينية ومذهبية على خطاب الحرب الدفاعية والتحررية ضد العدو السعودي وحلفائه وادواته ولكن مركز الاختراق في صنعاء اصر على فرض خطاب ديني انقسامي على القناة وعلى الجميع وبما يميز وبإصرار غريب بين انصار الله وبقية اليمنيين..
السعودية استخدمت منذ البداية خطابا دينيا وطائفيا لعنونة حربها العدوانية والإجرامية على بلادنا وشعبنا. ولكنها فشلت فشلا ذريعا في مخطط تقسيم اليمنيين الى زيود وشوافع وسنة وشيعة ومطلع ومنزل وشمال وجنوب، ليس فقط لأن شعبنا مجتمع غير طائفي وعلاقات الناس الاجتماعية اكبر وامتن من اي دعوة تقسيمية سواء على أساس مذهبي او مناطقي او عرقي سلالي، وحسب بل ولان حرب السعودية الطائفية تلك لم تجد لها طرفا يمنيا طائفيا يتجاوب معها في الجهة المقابلة..
ولأن الحروب الطائفية تحتاج الى طرفين طائفيين فقد فشلت السعودية فيها لأن اليمنيين قد حرموها من الطرف الثاني للحرب الطائفية برفضهم الانجرار الى هذا الخطاب الذي استدعت السعودية الجميع اليه وضنت انه اساس نجاح عدوانها وتكريس نتائجه الانقسامية على اليمنيين.
و الحقيقة ان انصار الله وهم الذين استهدفهم بدرجة رئيسية خطاب السعودي التحريضي لاستنهاض عصبيتهم المذهبية او المناطقية او العرقية هو نفسه من افشل هذا المخطط بعدم التجاوب مع التحريض بتحريض مقابل وبسبب اصرار معظم وسائل إعلام انصار الله وقادتهم ومقاتليهم على القتال دفاعا عن اليمن واليمنيين، ومع كل اليمنيين وباسمهم بغض النظر عن تياراتهم ومذاهبهم ومناطقهم وعقائدهم فجميعهم يمنيون وجميعهم يقاتلون من اجل رد العدوان والظلم والاحتلال والوحشية على بلدهم وشعبهم..
اليوم وبعد عام ونصف من الحرب وبينما اليمنيون على طريق قطف ثمرة صمودهم وتضحياتهم وبطولاتهم نصرا ومجدا لليمن ومجدا ونصرا لقيادة الثورة ومن اشرفوا على كل ما يتعلق بحرب الدفاع عن الوطن وقادوها بالاتجاه الصحيح وان ببطء يأتي من يضعف هذا الموقف الوطني لانصار الله ومن داخلهم وبهدف نقل خطاب الحرب الوطنية الى خطاب حروب دينية وتصوير الدفاع عن الوطن حربا دينية بين كفار ومؤمنين و أولياء لله ومنافقين وكفار قريش.
بدأت الحكاية حرصا على عدم ذكر السعودي كعدو لليمنيين وباتجاه وصف مرتزقة السعودية بالمنافقين كعنوان لحرب داخلية قادمة ثم لما انفضح مخطط هذا المركز الاختراقي ذهب يضيف عبارة منافقين الى كلمة “عدوان” اي منافقي العدوان وهي عبارة لا تنسجم مع اللغة فضلا على توصيف الحرب الدائرة بين اليمنيين والغزو الخارجي اذ كيف “يكون المرتزق منافقا للعدوان” بينما كلمة منافق تعني انه مع العدو ولكن يظهر لليمنيين نفاقا انه معهم هذا اولا وثانيا ولأن الخطاب مقحم ومعارض لطبيعة الحرب فقد وجد هؤلاء انفسهم مربكين وكل يوم يقدمون تفسيرا مختلفا لهذه التوصيفات ولكن مع استمرار عنادهم وكأن المعركة اصبحت مع من ينصح بالكف عن هذا الخطاب ولم تعد ضد العدوان السعودي..
و السؤال هو لماذا وصف “منافقين” على مرتزقة السعودية قد تم اطلاقه اليوم وبعد سنة ونصف من العدوان، اي لماذا لم يطلق من اول يوم في الحرب، وهل كان هؤلاء يجهلون بأن المرتزقة منافقين، وتبين لهم الآن بأنهم منافقين فسارعوا لاستخدام هذا المصطلح واصروا عليه..؟
على ان المضحك هو ان الاعلام يقول اليوم “منافقي العدوان” تارة والمرتزقة تارة اخرى وهو تعبير على ارباك طرف يبدو مصرا على امر تبن خطائه بل خطره.
في نقاش مع احدهم وجد نفسه مزنوقا واذا به يورد الآية القرأنية الكريمة “وجاهد الكفار والمنافقين واغلض عليهم” فقلت له منهم الكفار ومنهم المنافقين فقال الكفار السعودية وحلفائها الامريكان والمنافقين المقاتلين معها من ابناء اليمن قلت له وهل نقاتل السعودية لأنها كافرة ام لأنها معتدية واذا كان ما تدعيه صحيحا فما الفرق بيننا وبين داعش التي تقاتل الجميع باعتبارهم كفار ومشركين و روافض و منحرفي العقيدة ولو لم تكن الآية الكريمة موجهة للرسول الاكرم في واقعة حرب بعينها قاتل فيها كفار كريش مع منافقي المدينة لما كف عن مقاتلة المنافقين في المدينة نفسها، يعني ان الرسول الاكرم لم يقاتل المنافقين لكونهم منافقين كما ان كلمة منافقين “عامة” ولا يستطيع المرء ان يعلن الحرب على فلان لأنه منافق لأن هذا يعني بصريح العبارة تكفير وتفتيش عن عقائد الناس ولا فرق بين من يقتل فلان لأنه رافضي او شيعي وبين من يقتل فلان لأنه منافق وليس لأنه معتدي او يقاتل كمرتزق في صفوف العدو.
الاغرب من هذا كله هو ان اصحاب هذا التوصيف الديني لحروبنا الوطنية الدفاعية يدعون يصرون على ان السيد عبد الملك الحوثي هو من وجههم لاستخدام هذا المصطلح انطلاقا من استخدامه في الحروب السابقة للذين كانوا يقاتلون انصار الله الى جانب الجيش وسلطة صالح حينها. وهذا يشير الى ان ثمة من يصر على تحميل السيد عبد الملك كل اخطائه وخطاياه فاذا حبس شخصا ظلما ولأسباب شخصية او على خلفية وشاية واهية يدعي بان هذا الشخص محبوس من قبل السيد شخصيا واذا ما سرق او نهب يقول انه مأمور من قبل السيد وان هذا مجهود حربي وفي سبيل الله وهكذا من يخون او يتبلطج واخيرا او يحرف عناوين حربنا الوطنية الى حروب داخلية عنوانها المنافقين واولياء الله او بين اولياء الله المؤمنين وبين كفار قريش ومن يواليهم من منافقي المدينة وهو بالضبط ما تريده السعودية من هذه الحرب وتجاوبا حرفيا لخطابها التحريضي التكفيري الطائفي وان بصيغ والفاظ مختلفة ولكن النتيجة واحدة..
بالمناسبة إطلاق وصف منافقين استخدمت من قبل انصار الله لتوصيف الذين كانوا يتعاونون مع سلطة صنعاء ضد انصار الله في الحروب الستة وقد كانت في مجملها حروب داخلية على كل حال أيا كان درجة توصيفنا لها فهل يحرص هؤلاء المرتزقة الاختراقيين على تحويلها حربا داخلية بين اليمنيين على نمط الحروب السابقة؟
و الخلاصة ثمة من يعمل لتحويل حربنا الدفاعية والوطنية مع السعودية وحلفائها الغزاة المعتدين الى حرب ضد الكفار وحربنا ضد مرتزقتها في الداخل الى حرب ضد المنافقين وهو ما جب ان يرفض قطعيا من قبل اليمنيين لأنه يحقق للعدو اغراضه ولا يصح ان نجامل من يحرض على هذا النوع من الحروب الدينية سواء في صفوف انصار الله او في صفوف داعش والنصرة لا فرق..
يبقى ان اقول بان السيد محمد عبد السلام وهو المسؤول الاعلامي والناطق الرسمي باسم انصار الله وباسم مكتب السيد شخصيا .. عليه ان يتدخل لوقف هذه المهازل المحفوظية الخنفشارية في صنعاء لأنني اعرف جيدا بانه يرفض وعلى لسان السيد هذا النوع من الحروب الدينية وانه في كل الحروب الستة لم يكن يصرح لوسائل الاعلام الداخلية والاجنبية بهذه العبارات لأنه – وهو الحصيف – كان يدرك ولا يزال كم ستكون مستهجنة وغير مقبولة شعبيا واعلاميا مثل هذه التوصيفات للحروب الدينية كما يدرك وبلسان السيد ان هدفها هو التمييز بين انصار الله وبقية اليمنيين وعزلهم واعادة تقديمهم كجماعة دينية تكفيرية مثل بقية الجماعات التكفيرية ولكن المركز في صنعاء اصبح متغولا وخطيرا وهذا واضح من هيمنته على المشهد الاعلامي كاملا في خطاب انصار الله الاعلامي..
* يقولون بأنهم يطلقونها على المرتزقة في الجبهات وانها محصورة فيهم ومن يخاف او يتوجس من توصيف هؤلاء المرتزقة بـ”المنافقين” هو نفسه “منافق” ومرتزق للسعودية وبالتالي فأنا شخصيا وبسبب هذا المقال و وفقا لهذا السياق التكفيري “منافق” في نظرهم ونقول لهم هذا بالضبط ما نحذر منه في لغة التحريض الديني وننبهكم اليه، اي ان كل من سيختلف مع هذا المركز التكفيري الاجرامي الاختراقي في الرأي او في الموقف فهو جاهز لوصفه بكل عبارات التكفير والتفسيق والتشريك!